U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

دروس شرح الشاطبية : شرح باب البسملة (مختصر الشرح)




دروس شرح الشاطبية مختصر شرح باب البسملة 
وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ بِسُنَّةٍ  
               رِجَالٌ نَمَوْهاَ دِرْيَةً وَتَحَمُّلاَ
وَوَصْلُكَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فَصَاحَةٌ  
           وَصِلْ وَاسْكُتَنْ كُلٌّ جَلاَيَاهُ حَصِّلاَ
وَلاَ نَصَّ كَلاَّ حُبَّ وجْهٌ ذَكَرْتُهُ 
            وَفِيهاَ خِلاَفٌ جِيدُهُ وَاضِحُ الطُّلاَ
وسَكْتُهُمُ الْمُخْتَارُ دُونَ تَنَفُّسٍ  
             وَبَعْضُهُمُ فِي الْأَرْبِعِ الزُّهْرِ بَسْمَلاَ
لَهُمْ دُونَ نَصٍّ وَهْوَ فِيهِنَّ سَاكِتٌ             
                  لِحَمْزَةَ فَافْهَمْهُ وَلَيْسَ مُخَذَّلاَ
وَمَهْمَا تَصِلْهَا أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً
                لِتَنْزِيلِهاَ بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلاَ
وَلاَ بُدَّ مِنْهاَ في ابْتِدَائِكَ سُورَةً 
                سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خُيِّرَ مَنْ تَلاَ
وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ 
                     فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهاَ فَتَثْقُلاَ
شرح الأبيات
بسمل أى إذا قال القارئ بسم الله الرحمن الرحيم ، كـ (حوقل) إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، و(وهلل) إذا قال لا إله إلا الله ، و(كبر) إذا قال الله أكبر ، و(حيصل) إذا قال حى على الصلاة ، و(حيعل) إذا قال حى على الفلاح . وهذا باب مأثور عن العرب يسمى باب النحت ومعناه إختصار كلمتين فأكثر فى كلمة واحدة .
حكم البسملة
الحكم الأول : الوجوب
واجبة فى كل سورة عدا سورة براءة ، وواجبة عند تنكيس السور ، أى قراءة سورة ثم الإنتقال إلى السورة التى قبلها فى ترتيب المصحف كقرءاة ال عمران ثم قراءة البقرة بعدها ، وواجبة عند وصل سورة الناس بسورة الفاتحة ، وواجبة عند وصل آخر السورة بأولها كأن تقرأ سورة الأخلاص وتكررها .
الحكم الثانى : التحريم
تحرم البسملة فى أول براءة ، وإذا وصلت بآخر السورة مع الوقف عليها لأن البسملة جُعلت لأوائل السور وليست لأواخر السور .
الحكم الثالث : الجواز
تجوز البسملة وسط السورة ، أى للقارئ أن يأتى بها أو لا يأتى بها
أما فى وسط سورة براءة فالأمام السخاوى أجاز البسملة ، والإمام الجعبرى منع البسملة .
شرح الأبيات
وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ بِسُنَّةٍ  
               رِجَالٌ نَمَوْهاَ دِرْيَةً وَتَحَمُّلاَ
أى فصل بين كل سورتين بالبسملة كلاً من المشار إليهم بالباء والراء والنون والدال ، أى الأئمة قالون ، والكسائى وعاصم وابن كثير
وَوَصْلُكَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فَصَاحَةٌ  
           وَصِلْ وَاسْكُتَنْ كُلٌّ جَلاَيَاهُ حَصِّلاَ
ووصل بين السورتين المشار إليه بالفاء وهو الإمام حمزة .
أما الوصل والسكت أى وصل وسكت بين السورتين المشار إليهم بالكاف والجيم والحاء وهم الأئمة : بن عامر وورش وأبوعمرو ، والمقصود بقوله فى البيت التالى : وَلاَ نَصَّ كَلاَّ حُبَّ وجْهٌ ذَكَرْتُهُ  ، أى لم يرد نص لا بوصل أو بسكت عن كلاً من الأئمة المشار إليهم بالكاف والحاء وهما الإمام ابن عامر والإمام أبو عمرو ، أما الإمام ورش فقد أشار إليه فى الشطر الثانى من هذا البيت موضحاً أن هناك خلاف وارد فى البسملة عن الإمام ورش    : وَفِيهاَ خِلاَفٌ جِيدُهُ وَاضِحُ الطُّلاَ
وقد أختلف شراح الشاطبية فى هذين البيتين حيث إذا أعتبرنا (كلا جلاياه حصلا) رمزٌ للقراء ، يؤخذ للأمامين ابن عامر والإمام أبو عمرو بالوصل والسكت ، ويؤخذ للإمام ورش بالوصل والسكت والبسملة ، وإذا أعتبرنا (كل جلاياه حصلا) ليست رمز فيؤخذ للثلاثة بالثلاثة ، أى يؤخذ للأئمة ابن عامر وأبوعمرو وورش بالوصل والسكت والبسملة .
وسَكْتُهُمُ الْمُخْتَارُ دُونَ تَنَفُّسٍ   : أى هذا السكت المختار (لأنه قد يؤخذ به أو قد يؤخذ بالوصل أو البسملة) هذا السكت دون تنفس.
             وَبَعْضُهُمُ فِي الْأَرْبِعِ الزُّهْرِ بَسْمَلاَ : والأربع الزهر هى السور التى تبدأ بـ (لا) و (ويل) وهى سور (القيامة) و(المطففين) و (البلد) و (الهمزة) ، و(الزهر) جمع الزهراء ، وتأنيث (الأزهر) وهو المنير المشرق ، ووصفت هذه السور بالزهر كناية عن شهرتها ووضوحها ، ولذلك لم يحتج لتعيينها . فمن ورد عنه البسملة فى غير الأربع الزهر ، قرأ بالبسملة فى الأربع الزهر ، ومن ورد عنه السكت فى غير الأربع الزهر ، قرأ فى الأربع الزهر بالبسملة ، ومن ورد عنه الوصل فى غير الأربع الزهر ،قرأ بالسكت فى الأربع الزهر ، وهذا كله إستحباب من الشيوخ ، ولكن المشهور والمأخوذ به كلاٌ على مذهبه ، فمن قرأ بالبسملة فى غير الأربع الزهر ، قرأ بالبسملة فى الأربع الزهر ، ومن مذهبه السكت فى غير الأربع الزهر ، قرأ بالسكت فى الأربع الزهر ، ومن مذهبه الوصل فى غير الأربع الزهر ، قرأ بالوصل فى الأربع الزهر . ولذا قال فى البيت التالى (لهم دون نص) أى أن هذا كله إستحباب من الشيوخ
لَهُمْ دُونَ نَصٍّ وَهْوَ فِيهِنَّ سَاكِتٌ                                              
                  لِحَمْزَةَ فَافْهَمْهُ وَلَيْسَ مُخَذَّلاَ
ومعنى البيت أن الإمام حمزة ومذهبه الوصل فى البسملة قد قرأ بالسكت فى الأربع الزهر ، والمقصود بقوله (فافهمه وليس مخذلا) أى أفهم هذا المذهب (مذهب الإمام حمزة) الذى يفرق بين هذه السور(الأربع الزهر) وباقى سور القرءان ، فهذا المذهب ليس بالمذهب الضعيف المتروك العون والنصرة (وهذا معنى قوله ليس مخذلا) بل هو مذهب مؤيد ومنصور . ولكن مع هذا فالمحققون من العلماء على عدم التفرقة بين هذه السور وبين غيرها ، وهو المذهب الصحيح المختار الذى عليه العمل فى سائر الأمصار
وَمَهْمَا تَصِلْهَا أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً
                لِتَنْزِيلِهاَ بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلاَ
ومهما تصلها أى سورة براءة ، أى تصل أى سورة بسورة براءة أو أبتدأت القراءة بها ، فلا تبسمل والعلة فى ذلك أن البسملة أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ولا يجتمع الأمان مع السيف .
وَلاَ بُدَّ مِنْهاَ في ابْتِدَائِكَ سُورَةً 
                سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خُيِّرَ مَنْ تَلاَ
والمعنى أى لابد أن تقرأ بالبسملة فى بداية أى سورة أخرى غير سورة براءة ، وفى وسط السورة (أى سورة براءة وغيرها) فأنت مخير بالإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها
وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ 
                     فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهاَ فَتَثْقُلاَ
والمعنى أنه إذا وصلت البسملة مع أواخر سورة من السور فلا تقف عليها (وهو الوجه المحرم من أوجه البسملة) ، وقوله (فتثقلا) أى تصير مستثقلاً عند أئمة القراء لأنك فعلت ما لا ينبغى حيث جعلت البسملة لختم السورة وهى لم تشرع إلا للبدء بالسورة .
أنتهى شرح باب البسملة بحمد الله وتوفيقه
والله تعالى أعلى وأعلم



Comments
NameEmailMessage