U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

شرح الشاطبية باب الإستعاذة




باب الإستعاذة

إذا ما أردت الدهر تقرأُ فاستعذ جهازاً من الشيطان بالله مسجلاً 

أى إذا نويت القرءاة فى أى مكان أو زمان أى جزء من القرءان (مسجلا أى مطلقا)  سواء بداية السورة أو وسطها  فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .

على ما أتى فى النحل يسراً وإن تزد لربك تنزيهاً فلست مجهلاً 

أى أستعذ بالله من الشيطان الرجيم بلفظ الإستعاذة المذكور فى سورة النحل (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وإن تزد عن هذا اللفظ كقولك أعوذ بالله السميع العليم أو غيرها ، فبهذا ينتفى عنك الجهل بلفظ الإستعاذة (أى اللفظ المختصر المذكور فى سورة النحل أو الزائد ببعض الألفاظ)

وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا

أى بعض الرواة ذكروا أن رسول الله لم يزد فى لفظ الإستعاذة عن القول المذكور فى سورة النحل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ولكن الأسانيد التى أستندوا إليها هؤلاء الرواة كلها ضعيفة ، ولو صحت تلك الأسانيد لما ذكر الأمر فى الإستعاذة فى سورة النحل مجملاً ولقيده الله بصيغة الإختصار كأن يقول (وإذا قرأت القرءان فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ولكن الله سبحانه وتعالى ذكره مجملاً ولم يقيده بإختصار أو تطويل .

وفيه مقالٌ فى الأصول فروعه فلا تعد منها باسقاً ومظللا 

أى فى لفظ الإستعاذ أحكام عدة من قراءتها بالتطويل أو الإختصار أو الجهر أو السر وهذا الأحكام إذا أردت أن تعرفها فارجع الى الأصول ولا تتجاوز منها القول الذى تقويه الأدلة وقوله باسقاً ومظللا كناية عن هذا القول المقوى بالبراهين والأدلة ، والباسق : الشجر الطويل المرتفع ، والمظلل : ما له ظل لكثرة ورقه .

وأخفاؤه فصلٌ أباه وعاتنا وكم من فتى كالمهدوى فيه أعملا

وإخفاء التعوذ فصل من القراءة فنده العلماء ، ولكن كان قد قرأ به أبو العباس المهدوى عن الإمام حمزة ، حيث أن حمزة ونافعاً كان يخفيان التعوذ عند القراءة وبهذا يكون الناظم قد رفض الإخفاء فى التعوذ وأوضح أن الجهر به واجب فى كل حين والقول الفصل فى هذا المقال أن التعوذ يُستحب إخفاؤه فى مواطن ، والجهر به فى مواطن أخرى ، فمواطن الإخفاء
إذا كان القارئ يقرأ سراً ، سواء كان منفرداً أو فى مجلس
إذا كان خالياً سواءٌ قرأ سراً أو جهراً
إذا كان فى الصلاة ، سواءٌ كانت الصلاة سرية أو جهرية ، وسواءٌ كان منفرداً أو مأموماً أو إماماً
إذا كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن ، كأن يكون فى مقرأة ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة ، وما عدا هذه المواضع يُستحب الجهر بالتعوذ فيها .

تتمة :
 لو قطع القارئ قراءته لطارئ قهرى كعطاس أو تنحنح أو كلام يتعلق بمصلحة القراءة ، كأن شك فى القراءة وسأل من بجواره ليتثبت ، فإنه لا يعيد التعوذ ، أما لو قطعها إعراضاً عنها ، أو لكلام لا تعلق له بها ولو رداً للسلام ؛ فإنه يستأنف التعوذ .
إنتهى مختصر شرح باب التعوذ ، والله الموفق .
Comments
NameEmailMessage