U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

قطوف من تفسير سورة النحل (من أيسر التفاسير للجزائرى)


قطوف من تفسير سورة النحل (من أيسر التفاسير للجزائرى)

الأيات من 1 : 7

{ أتى أمر الله } : أي دنا وقرب أمر الله بعذابكم ايها المشركون فلا تستعجلون .
{ حين تريحون } : أي حين ترونها من مراحها . { وحين تسرحون } : أي وحين إخراجها من مراحها الى مسارحها أي الأماكن التي تسرح فيها .
{ أتى أمر الله } أي بعذابكم أيها المستعجلون له . لقد دنا منكم وقرب فالنضر بن الحارث القائل : { اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو أئتنا بعذاب أليم } ، جاءه بعد سُنيات قلائل فهلك ببدر صبراً ، الى جهنم ، وعذاب يوم القيامة لمن استعجله قد قرب وقته ولذا عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه مجيئه فلا معنى لاستعجاله فلذا قال الله تعالى : { فلا تستعجلوه } وقوله { سبحان وتعالى عما يشركون } أي تنزه وتقدس عما يشكرون به من الآلهة الباطلة اذ لا اله الا هو.
من هداية الأيات
قرب يوم القيامة فلا معنى لاستعجاله فإنه آتٍ لا محالة ، وكل أتٍ قريب .

الأيات من 8 : 13

{ ومنها جائر } : أي عادل عن القصد وهو سائر الملل كاليهودية والنصرانية .
{ فيه تسيمون } : ترعون مواشكيم .
{ وما ذرأ لكم في الأرض } : أي خلق لكم في الأرض من الحيوان والنباتات المختلفة .
من هداية الأيات
كون الخيل والبغال والحمير خلقت للركوب والزينة لا ينفي منفعة اخرى فيها وهي أكل لحوم الخيل لثبوت السنة بإباحة لحوم الخيل ، ومنع لحوم البغال والحمير كما في الصحيحين .

الأيات من 14 : 19

{ وترى الفلك مواخر فيه } أي وترى أيها الناظر الى البحر ترى السفن تمخر الماء أي تشقه ذاهبة وجائية .
{ أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون } هذا تأنيب عظيم لأولئك الذين يصرون على عبادة الأصنام ويجادلون عليها ويجالدون فهل عبادة من يخلق ويرزق ويدبر حياة الإنسان وهو الله رب العالمين كعبادة من لا يخلق ولا يرزق ولا يدير ؟ فمن يسوي من العقلاء بين الحي المحيي الفعال لما يريد واهب الحياة كلها وبين الأحجار والأوثان ؟ فلذا وبخهم بقوله { أفلا تذكرون } فتذكرون فتعرفون ان عبادة الأصنام باطلة وان عبادة الله حق فتتوبوا الى ربكم وتسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب .
{ قلوبهم منكرة } : أي جاحدة للوحدانية والنبوة والبعث والجزاء .
{ وهو مستكبرون } : لظلمة قلوبهم بالكفر يتكبرون .
{ لا جرم } : أي حقاً .
وقوله { إلهكم إله واحد } هذه النتيجة العقلية التي ينكرها العقلاء وهي أن المعبود واحد لا شريك له ، وهو الله جل جلاله ، إذ هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت ذو الصفات العلا والاسماء الحسنى ، وما عداه فلا يخلق ولا يرزق ولا يدبر ولا يحيي ولا يميت فتأليهه سفه وضلال ، وبعد تقرير ألوهية الله تعالى واثباتها بالمنطق السليم قال تعالى : { فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون } ذكر علة الكفر لدى الكافرين والفساد عند المفسدين وهي تكذيبهم بالبعث الآخر اذ لا يستقيم عبد على منهج الحق والخير وهو لا يؤمن باليوم الآخر يوم الجزاء على العمل في الحياة الدنيا ، فأخبر تعالى أن الذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة لكل ما يسمعون من الحق الذي يدعو اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبينه آيات القرأن الكريم ، وهم مع إنكار قلوبهم لما يسمعون من الحق مستكبرون عن قبول الحق والاذعان ، وقوله تعالى : { لا جرم الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين } أي حقاً ان الله يعلم ما يسر أولئك المكذبون بالآخرة وما يعلنون وسيحصى ذلك عليهم ويجزيهم به لا محالة في يوم كانوا به يكذبون .

الأيات من 26 : 34

{ هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة } أي ما ينظرون بعد هذا الا ان تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم { أو يأتي أمر ربك } بإبادتهم واستئصالهم ، إذ لم يبق ما ينتظرونه الا أحد هذين الأمرين وكلاهما مر وشر لهم .
من هداية الأيات
تقرير معتقد البعث والحياة الاخرة بأروع أسلوب وأحكمه وأمتنه .
إطلاق لفظ خير على القرآن وهو حق خير فالذي أوتي القرآن أوتي الخير كله ، فلا ينبغي ان يرى احداً من أهل الدنيا خيراً منه والا سخط نعمة الله تعالى عليه .
بشرى أهل الإيمان والتقوى عند الموت ، وعن القيام من القبور بالنعيم المقيم في جوار رب العالمين .
إعمال القلوب والجوارح سبب في دخول الجنة وليست ثمناً لها لغلائها ، وإنما الأعمال تزكي النفس وتطهر الروح وبذلك يتأهل العبد لدخول الجنة .

الأيات من 35 : 40

{ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } أمر لكفار قريش المجادلين بالباطل المحتجين على شركهم وشرعهم الباطل أمر لهم أن يسيروا في الأرض جنوباً أو شمالاً فلينظروا كيف كانت عاقبة المكذبين أمثالهم من أمة عاد في الجنوب وثمود في الشمال ، ومدين ولوط وفرعون في الغرب .

الأيات من 41 : 50

{ لنبوئنهم في الدنيا حسنة } : أي لننزلهم داراً حسنة هي المدينة النبوية هذا بالنسبة لمن نزلت فيهم الآية .
{ مكروا السيئات } : أي مكروا المكرات السيئات فالسيئات وصف للمكرات التي مكروها .
{ يتفيئوا ظلاله } : أي تتميل من جهة الى جهة .
{ أو يأخذهم في تقلبهم } أي في تجارتهم وأسفارهم ذاهبين آيبين من بلد الى بلد .

الأيات من 51 : 62

{ فإليه تجأرون } : أي ترفعون أصواتكم بدعائه طالبين الشفاء منه .
{ ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً } : أي يجعلون لآلهتهم نصيباً من الحرث والأنعام .
{ وله الدين واصباً } أي العبادة والطاعة دائماً وثابتاً وواجباً.
{ ولهم ما يشتهون } : أي الذكور من الأولاد .
{ وهو كظيم } : أي ممتلئ بالغم .
من هداية الأيات
بيان جهلهم بالرب تعالى فهم يؤمنون به ويجهلون صفاته حتى نسبوا اليه الولد والشريك .

الأيات من 63 : 70

{ من بين فرثٍ } : أي ثفل الكِرْش ، أي الروث الموجود في الكرش .
{ لبناً خالصاً } : أي ليس فيه شيء من الفرث ولا الدم ، لا لونه ولا رائحته ولا طعمه .
وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
دليل البعث والحياة الثانية احياء الأرض بعد موتها فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأموات بعد فنائهم وبلاهم .
{ وأوحى ربك الى النحل } : أي إلهمها أن تفعل ما تفعله بإلهام منه تعالى .
{ ومما يعرشون } : اي يبنون لها .
{ سبل ربك ذللاً } : أي طرق ربك مذللة فلا يعسر عليك السير فيها ولا تضلين عنها .

الأيات من 71 : 74

{ وحفدة } : أي خدماً من زوجه وولد وولد ولد وخادم وختن .
{ فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون } أي ينهاهم تعالى عن ضرب الأمثال لله باتخاذ الأصنام آلهة بإطلاق لفظ إله عليها ، والله لا مثل له.

الأيات من 75 : 78

{ أينما يوجهه لا يأت بخير } أي أينما يوجهه مولاه وابن عمه ليأتي بشيء لا يأتي بخير ، وقد يأتي بشر ، أما النفع والخير فلا يحصل منه شيء .
وهذا مثل الأصنام التي تعبد من دون الله اذ هي لا تسمع ولا تبصر فلا تفهم ما يقال لها ، ولا تفهم عابديها شيئاً وهي محتاجة إليهم في صنعها ووضعها وحملها وحمايتها . وقوله تعالى { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيم } وهو الله تعالى يأمر بالعدل أي التوحيد والاستقامة في كل شيء .
{ وما أمر الساعة } أي إيتانها { الا كلمح البصر أو هو أقرب } إذ لا يتوقف امرها الا على كلمة { كن } فقط فتنتهي هذه الحياة بكل ما فيها ، وتأتي الحياة الاخرى وقد تبدلت صور الاشياء كلها.

الأيات من 79 : 93

{ يوم ظعنكم } : أي ارتحالكم في أسفاركم .
{ أثاثاً ومتاعاً الى حين } : كبسط وأكسية تبلى وتتمزق وتُرمى .
{ وسرابيل } : أي قمصاناً تقيكم الحر والبرد .
{ نقضت غزلها } : أي أفسدت غزلها بعد ما غزلته .
{ من بعد قوة } : أي أحكام له وبرم .
{ أنكاثاً } : جمع نكث وهو ما ينكث ويحل بعد الإبرام .
{ ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } الأيمان جمع يمين وهو الخلف بالله وتوكيدها تغليظها بالألفاظ الزائدة { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } اي وكيلاً ، أي أثناء حلفكم به تعالى ، فقد جعلتموه وكيلاً ، فهذه الآية حرمت نقض الأيمان وهو نكثها وعدم الألتزام بها بالحنث فيها لمصالح مادية . وقوله تعالى { إن الله يعلم ما تفعلون } فيه وعيد شديد لمن ينقض أيمانه بعد توكيدها .
{ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } ، وهي أمرأة بمكة حمقاء تغزل ثم تنكث غزلها وتفسده بعد إبرامه وإحكامه فنهى الله تعالى المؤمنين أن ينقضوا أيمانهم بعد توكيدها فتكون حالهم كحال هذه الحمقاء .
{ تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم } أي إفساداً وخديعة كأن تحالفوا جماعة وتعاهدوها ، ثم تنقضون عهدكم وتحلون ما أبرتم من عهد وميثاق وتعاهدون جماعة اخرى لأنها أقوى وتنتفعون بها أكثر . هذا معنى قوله تعالى { أن تكون أمة هي أربى من أمة } أي جماعة اكثر من جماعة رجالاً وسلاحاً أو مالاً ومنافع .
من هداية الأيات
بيان أجمع آية للخير والشر في القرآن وهي آية { إن الله يأمر بالعدل والإحسان . . } الآية ( 90 ) .
من بايع أميرأ أو عاهد احداً يجب عليه الوفاء ولا يجوز النقض والنكث لمنافع دنيوية أبداً .

الأيات من 94 : 97

{ دخلاً بينكم } : أي لأجل الإفساد والخديعة .
{ ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً } وكل ما في الدنيا قليل وقوله تعالى إنما عند الله هو خير لكم قطعاً ، لأن ما عندكم من مال او متاع ينفذ أي يفنى ، { وما عند الله باق } لانفاذ له ، فاذكروا هذا ولا تبيعوا الغالي بالرخيص والباقي بالفاني.
حرمة اتخاذ الأيمان طريقاً الى الغش والخديعة والافساد .

الأيات من 98 : 102

{ وإذا بدلنا آية مكان آية } : أي بنسخها وإنزاله آية أخرى غيرها لمصلحة العباد .
من هداية الأيات
بيان أن القرآن فيه الناسخ والمنسوخ .
بيان فائدة نزول القرآن بالناسخ والمنسوخ وهي تثبيت الذين آمنوا على إيمانهم وهدى من الضلالة وبشرى للمسلمين بالفوز والفلاح في الدارين .

الأيات من 103 : 109

{ بشر } : يعنون قينا ( حداداً ) نصرانياً في مكة .
{ لسان الذي يلحدون إليه } : أي يميلون إليه .
{من كفر بالله من بعد إيمانه الا من أكره } على التلفظ بالكفر { وقلبه مطمئن بالإيمان } لا يخامره شك ولا يجد اضطراباً ولا قلقاً فقال كلمة لفظاً فقط ، فهذا كعمار بن ياسر كانت قريش تكرهه على كلمة الكفر فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في قولها بلسانه ولكن المستحق للوعيد الآتي { من شرح بالكفر صدراً } أي رضي بالكفر وطابت نفسه وهذا وأمثاله.

الأيات من 110 : 128

{ من بعد ما فتنوا } : أي فتنهم المشركون بمكة فعذبوهم حتى قالوا كلمة الكفر مكرهين .
{ والدم } : أي الدم المسفوح السائل لا المختلط باللحم والعظم .
{ وما أهل لغير الله به } : أي ما ذكر عليه غير اسم الله تعالى .
{ غير باغٍ ولا عادٍ } : أي غير باغ على احد ، ولا عاد اي متجاوز حد الضرورة .
{ إن إبراهيم كان امة } : اي إماماً جامعاً لخصال الخير كلها قدوة يقتدى به في ذلك .
{ قانتاً لله حنيفاً } : اي مطيعاً لله حنيفاً : مائلاً الى الدين القيم الذي هو الإسلام .
{ إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه } فيه دليل على بطلان دعوى اليهود أنهم على ملة إبراهيم ودينه العظيم ، إذ تعظيم السبت لم يكن من دين إبراهيم ، وإنما سببه ان الله تعالى اوحى الى أحد انبيائهم ان يأمر بني إسرائيل بتعظيم الجمعة فاختلفوا في ذلك وآثروا السبت عناداً ومكابرة فكتب الله عليهم تعظيم السبت .
{ بالحكمة } : أي بالقرآن والمقالة المحكمة الصحيحة ذات الدليل الموضح للحق .
{ والموعظة الحسنة } وهي مواعظ القرآن وقصصه وأمثاله ، وترغيبه وترهيبه ، { وجادلهم بالتي هي أحسن } أي خاصمهم بالمخاصمة التي هي أحسن وهي الخالية من السب والشتم والتعريض بالسوء.


Comments
NameEmailMessage